2‏/2‏/2014

هزيع الجمر الأخير



ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
هزيع الجمر الأخير
**************

لا تنفخي في بقيّة عمري

فقد تشقّق خط العمر وتيبّسا

وشارف اشتعاله آخِرَهُ..

كلّ قطعة فيه قد تفحّمتْ

وحامت فوقها ذكريات باهته

كالدخان المتلاشي فوق موقد يخبو

بعد رحلة صاخبه
.
تبعثرت مخلّفات الصِبا

وتهرّأت حقيبة الروح

وتقطّعت أنفاس المغنّي

عند النهاية الموحشه..

لا تنفخي في بقيّة عمري

فلم يعدْ فيه حطبٌ يكفي اشتعالاً جديدا..

والحطّاب أدركهُ التعبُ

ونال فأسه العطبُ

فانتبذ ركنا قصيّا

يقطّع حزمةً من خشبٍ يابسٍ قديم

يقايض بها أيّاما قصارا

ويرهف سمعه لهسيس القفر..

***

لا تنفخي في بقيّة عمري

لقد أسرفنا شبّانا

ونقـتصد شيوخا

فعلاقتنا بالزمان بسطٌ وقبضُ

ولم نربح معه قطُّ

تجّاراً فاشلين كنّا

وكان مالكاً فظّا..

***

إن هزيع الجمر الأخير توهّجٌ فانطفاءُ..

فلا تنفخي في بقية عمري!

فقد تبدّد في كفّي

كلّ ما ادّخْرتُه من زمان

بات الرماد نعاساً زاحفا

يطفئ الألوان

وصار العشب الأصفر أرقاً

يطارد الأحلام

فأتدفّأُ متقوّساً على وهج الجمرة الأخيره

حامت في فضاء الروح

جوارح الوقتِ

فلا تنفخي

واتركي لي آخر اللحظات

ألبث فيها

منصتاً للمغنّي يغنّي:

((هوى آخر العمر قتّالُ
... 
......................... ))

فلا تنفخي

فهزيع الجمر الأخير توهّج فانطفاءُ..