(ديوان المفارقات)
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
شباط
ومواء القطط
صرخات
فضيحةٍ في عري المساءات
تفترس
الأبعاد وتلتهم المسافات
وقاطنو
الشتاء يلوكون الرعشات
يدسّون
أصابعهم في الثنايا
ينفخون
في جمر الحكايا
وينصتون
لطقطقات البلّوط
وهْم
الدفء يشيع في حجيرات القلب
والجسد
المنكمش على نفسه
ينفش
وبره البرّي ضدّ برده
والروح
في وحدتها تتوهّم اختلاق الشريك
الخيال
الماجن يؤثّث أركان المأوى الشاحب
بالفرو
الأنثوي الدافئ
وبمقتنيات
غريبة مكسوّة بأصباغ وحشيّة
من
أسفارٍ اِستوائية..
يرفع
عن المنضد بقايا بطاطس العشاء
عجباً،
أ لموائد الفقراء
بقايا
طعامٍ بعد العشاء؟!
ويفرش
حكاية شتائية إيطالية طويلة..
***
-
سأغيّر اليوم مسار الأحداث
وأقلّب
مصائر الأفراد
سأسلّط
أضواء الرغبة
على
مسرح مهجور
سأفكّك
الحبكة إلى عناصرها الأوّليّة
لست
بحاجة إلى جوقة أو شخصيات ثانويّة
ولستُ
بروميو لأقف تحت شرفتها
فأحلامي
كلّها شرفات
تطلّ
على ما وراء الطرقات
فأنا
الآن المخرج والممثّل والجمهور
غرفتي
ليست فاخرة كغرفتها
لكنّني
سأؤثّثها بالخيال الآثم
وأخشاب
الصاج
وحرير
من شرق الإنسان!
وألفّ
زجاجة النبيذ الأحمر
بشرائط
الورق الملوّن
وأرشّ
عطر الليمون
في
فضاء عرسٍ ليليٍّ
بلا
مدّعوّين أو طقوس
سأمضغها
حتى الصباح..
***
روما
لم تعد روما
والبلاط
أقدس من أيّ رباط
لندن
ليست فيرونا
كما
أنّ إليزابيث ليست آن بولين
لِتَمتْ
جولييت إذن!
فلا
يُهزمُ الإنسانُ إلاّ بهواه
هناك
دوماً ما يفسد الأمور آخر المطاف
إنّها
عادة الرياح
أن
تذرو كلّ شيء وتطفئ كلّ نار..
الشرفة
خالية
والمطر
يجهش
وفيرونا
ترتدي معطفها الأسود
حزينة
ومبتلّة فيرونا
أنغام
جنائزية تجوب شوارعها
(كابيوليت
: كلّ استعداد أجريناه لحفلتنا الحسناء
قد
غيّر وجهته لجنازتنا السوداء)*
بين
موت وهمي وموت حقيقي
ثمة
مفارقة شاحبة ممدّدة
يشيّعها
القدر المتجهم والمتعجّل
القدر
السادر في الشطط..
من
جديد في عري الليل تموء القطط
لا
شئ غير مواء القطط
كلب
ينبح تحت النافذة فجأة
الكلب،
دوماً، يحرس شيئاً ما
والنباح
يربك لصّاً ما
يوشك
أن يلمس الأحجار الكريمة في الظلام
فرّت
قطط الشهوة..
أغرق
المطر كلّ شئ
وذاب
الجمر في الرماد
خفَتَت
الأضواء واختفت الظلال
والظلام
سحَبَ الستارة وانسدلت الجفون
على
مسرحيةٍ انتظمت بخيطٍ غير منظور..!
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
(*)
شكسبير، مسرحية روميو وجولييت، ترجمة محمد عناني.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق