23‏/8‏/2013

رزايا الحكمة المتأخرة

Ivan_Constantinovich_Aivazovsky
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
رزايا الحكمة المتأخرة
********************
(( إذ يبدو أن الفلسفة تصل متأخرة أكثر مما ينبغي..))
                                                هيجل

ما أوسع البحر وما أصغر كأسي
أرقب أسراب النوارس تهيم فوق رأسي
طرقها شتّى ودربي وحيدُ !
ألمُّ ما هرب من أفراحِ أمسِ
في راحة الشعر، فما يبقى بها، إلا الفريدُ
***
ما أوسع البحر وما أصغر كأسي
كيف أكون، في مجاهلٍ وفي نقائضٍ
فردا وكلّاً، ويح نفسي !
***
ما أوسع البحر وما أصغر كأسي
أقطرُ عمري، قطرة فقطرة، في كفّ موتِ
لا تُحفظ الحياة دون فقْدها، والغيم غيثٌ،
والموتُ كونٌ، يعكس المسار للإفلات من فساد كلِّ
كلّ جديدٍ، كان وعدا، بعد يأسِ
وكلّ وعدٍ، صار عبئا، بعد بأسِ
***
ما أوسع البحر وما أصغر كأسي
أجمع ما يُسطّر البشر من رسائلٍ في كلّ أرضِ
فتطرأ الحكمة في (( آخِر)) نصِّ
كالومض في ذاكرة حبلى بألف خاطرٍ وألف نقْضِ
ليت المسافر يرى الحكمة في أول دربِ
وليت كأسي تملأ
أعماق نفسي
***
ما أوسع البحر وما أصغر كأسي
تدبّر الحبّ وجودي
ودبّر الموت حدودي
لا حدّ للحقيقة القصوى، ولا نصْب يفوق أيّ عقلِ
فالكلّ جارٍ والجميع فاعلٌ والنهر يمضي
والكون باق والزمان وقْع فعْلِ
والكائن الموجود فيه محض وصلِ
بين الوجود والوجودِ
لخلق شكلٍ فوق شكلِ
***
ما أوسع البحر وما أصغر كأسي
لا أصل الحكمة إلاّ بعد تبديد حياة في تجارب وسبْرِ
أليست الحكمة إلاّ جرعة أخيرة في كأس غيري ؟
فمِن سواي وإلى سواي تمضي هذه الحياة في أعماق سرِّ
يمٌّ وفي الشطآن كنّا شبه همسِ
ما أوسع البحر وما أصغر كأسي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق